الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
أي: اجعلهما زَوْجًا، والمعنى: جَعَلْناهم اثنين اثنين.وقال يونس: العرب لا تقول تزوَّج بها، إِنما يقولون تزوجَّها ومعنى {وزَوَّجْناهم بِحُورٍ عينٍ}: قَرَنّاهم.وقال ابن قتيبة: يقال: زوَّجتُه امرأة، وزوَّجتُه بامرأة.وقال أبو علي الفارسي: والتنزيل على ما قال يونس، وهو قوله تعالى: {زَوَّجْناكها} [الأحزاب: 37]، وما قال: زَوَّجْناك بها.فأمّا الحُور، فقال مجاهد: الحُور النساء النقيّات البياض.وقال الفراء: الحَوْراء: البيضاء من الإِبل؛ قال: وفي (الحُور العِين) لغتان: حُور عِين، وحِير عين، وأنشد:
وقال أبو عبيدة: الحوراء: الشديدة بياض بياض العَيْن، الشديدة سواد سوادها.وقد بيَّنّا معنى (العِين) في [الصافات: 48].قوله تعالى: {يَدْعُونَ فيها بكل فاكهة آمنين} فيه قولان:أحدهما: آمنين من انقطاعها في بعض الأزمنة.والثاني: آمنين من التُّخَم والأسقام والافات.قوله تعالى: {إِلاّ المَوْتَةَ الأولى} فيه ثلاثة أقوال:أحدها: أنها بمعنى (سوى)، فتقدير الكلام: لا يذوقون في الجنة الموت سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا؛ ومثله: {و لا تَنْكِحوا ما نَكَحَ أباؤكم من النّساء إِلاّ ما قد سَلَف} [النساء: 22] وقوله: {خالدين فيها ما دامتِ السمواتُ والأرضُ إِلاّ ما شاءَ ربُّكَ} [هود: 107] أي: سوى ما شاء لهم ربُّك من الزيادة على مقدار الدنيا، هذا قول الفراء، والزجاج.والثاني: أن السُّعداء حين يموتون يصيرون إِلى الرَّوح والرَّيحان.وأسباب من الجنة يَرَوْنَ منازلهم منها، وإِذا ماتوا في الدنيا، فكأنهم ماتوا في الجنة، لا تصالهم بأسبابها، ومشاهدتهم إيّاها، قاله ابن قتيبة.والثالث: أن {إلاّ} بمعنى (بَعْد)، كما ذكرنا في أحد الوجوه في قوله: {إلاّ ما قد سَلَفَ} [النساء: 22]، وهذا قول ابن جرير.قوله تعالى: {فَضْلًا مِنْ ربِّك} أي: فعل اللهُ ذلك بهم فَضْلًا منه.{فإنَّما يَسَّرْناه} أي: سهَّلْناه، والكناية عن القرآن {بلسانك} أي: بِلُغة العرب {لعلَّهم يَتذكَّرونَ} أي: لكي يتَّعِظوا فيُؤْمِنوا، {فارْتَقِبْ} أي: انْتَظِرْ بهم العذاب {إِنَّهم مُرْتَقِبُونَ} هلاكك؛ وهذه عند أكثر المفسرين منسوخة بآية السيف، وليس بصحيح. اهـ. .قال الخازن: قوله: {حم والكتاب المبين}.يعني المبين ما يحتاج الناس إليه من حلال وحرام وغير ذلك من الأحكام {وإنا أنزلناه في ليلة مباركة} قيل هي ليلة القدر أنزل الله تعالى فيها القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ثم نزل به جبريل نجومًا على حسب الوقائع في عشرين سنة، وقيل هي ليلة النصف من شعبان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب» أخرجه الترمذي.{إنا كنا منذرين} أي مخوفين عقابنا {فيها} أي في تلك الليلة المباركة {يفرق} أي يفصل {كل أمر حكيم} أي محكم، قال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج يقال: يحج فلان ويحج فلان وقيل هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات، وروى البغوي بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويو لد له وقد خرج اسمه في الموتى» وعن ابن عباس «إن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر» {أمرًا} أي أنزلنا أمرًا {من عندنا إنا كنا مرسلين} يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء.{رحمة من ربك} قال ابن عباس رأفة مني بخلقي ونعمة عليهم بما بعثنا إليهم من الرسل وقيل أنزلناه في ليلة مباركة رحمة من ربك {إنه هو السميع} أي لأقوالهم {العليم} أي بأحوالهم {رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} أي إن الله رب السموات والأرض وما بينهما {لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين} قوله تعالى: {بل هم في شك} أي من هذا القرآن {يلعبون} أي يهزؤون به لاهون عنه {فارتقب} أي يا محمد {يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم} (ق) عن مسروق قال: كنا جلوسًا عند عبد الله بن مسعود وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصًا عند باب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منها كهيئة الزكام فقام عبد الله وجلس وهو غضبان فقال يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئًا فليقل به ومن لا يعلم شيئًا فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم «قل ما أسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين» «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارًا قال اللهم سبعًا كسبع يوسف» وفي رواية «لما دعا قريشًا فكذبوه واستعصوا عليه قال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف» فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر أحدهم إلى السماء فيرى كهيئة الدخان فأتاه أَبُو سُفْيَان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى قوله: {عائدون} قال عبد الله فيكشف عذاب الآخرة يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون فالبطشة يوم بدر.{ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} فقيل له إن كشفناه عنهم عادوا فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى قوله: {إنا منتقمون} قوله حصت كل شيء بالحاء والصاد المهملتين أي أهلكت واستأصلت كل شيء (ق).عن عبد الله بن مسعود قال: «خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان قيل أصابهم من الجوع كالظلمة في أبصارهم وسبب ذلك أن في سنة القحط العظيم تيبس الأرض بسبب انقطاع المطر ويرتفع الغبار ويظلم الهواء والجو وذلك يشبه الدخان وقيل هو دخان يجيء قبل قيام الساعة ولم يأت بعد فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين حتى يكون الرجل رأسه كالرأس الحنيذ يعني المشوي ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه»، وهو قول ابن عباس وابن عمر والحسن يدل عليه ما روى البغوي بإسناد الثعلبي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا، قال حذيفة: يا رسول الله وما الدخان؟ فتلا هذه الآية {يوم تأتي السماء بدخان مبين} يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يومًا وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام وأما الكافر فكمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره» {أنى لهم الذكرى} أي كيف يتذكرون ويتعظون بهذه الحالة {وقد جاءهم رسول مبين} معناه وقد جاءهم ما هو أعظم وأدخل في وجوب الطاعة وهو ما ظهر على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الظاهرات والآيات البينات الباهرة {ثم تولوا عنه} أي أعرضوا عنه {وقالوا معلم} أي يعلمه بشر {مجنون} أي تلقي إليه الجن هذه الكلمات حال ما يعرض له الغشي {إنا كاشفوا العذاب} أي الجوع {قليلًا} أي زمنًا يسيرًا قيل إلى يوم بدر {إنكم عائدون} أي إلى كفركم {يوم نبطش البطشة الكبرى} هو يوم بدر {إنا منتقمون} أي منكم في ذلك اليوم، وهو قول ابن مسعود وأكثر العلماء وفي رواية عن ابن عباس أنه يوم القيامة.قوله تعالى: {ولقد فتنا قبلهم} أي قبل هؤلاء {قوم فرعون وجاءهم رسول كريم} يعني على الله وهو موسى بن عمران عليه السلام {أن أدوا إليّ عباد الله} يعني أطلقوا إلي بني إسرائيل ولا تعذبوهم {إني لكم رسول أمين} يعني على الوحي {وأن لا تعلوا على الله} يعني لا تتجبروا عليه بترك طاعته {إني آتيكم بسلطان مبين} يعني ببرهان بيِّن على صدق قولي فلما قال ذلك توعده بالقتل فقال: {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} أن تقتلون وقال ابن عباس: تشتمون وتقولوا هو ساحر وقيل ترجموني بالحجارة {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} أي فاتركون لا معي ولا عليّ، وقال ابن عباس: اعتزلوا أذاي باليد واللسان فلم يؤمنوا {فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون} أي مشركون {فأسر بعبادي ليلًا} أي أجاب الله دعاءه وأمره أن يسري ببني إسرائيل بالليل {إنكم متبعون} أي يتبعكم فرعون وقومه {واترك البحر} أي إذا قطعته أنت وأصحابك {رهوا} أي ساكنًا والمعنى لا تأمره أن يرجع بل اتركه على حالته حتى يدخله فرعون وقومه، وقيل اتركه طريقًا يابسًا وذلك أنه لما قطع موسى البحر رجع ليضربه بعصاه ليلتئم وخاف أن يتبعه فرعون بجنوده فقيل لموسى اترك البحر كما هو {إنهم جند مغرقون} يعني أخبر موسى بإغراقهم ليطمئن قلبه في تركه البحر كما هو {كم تركوا} أي بعد الغرق {من جنات وعيون وزروع ومقام كريم} أي مجلس شريف حسن {ونعمة} أي وعيش لين رغد {كانوا فيها} أي في تلك النعمة {فاكهين} أي ناعمين وقرئ {فكهين} أي أشرين بطرين.{كذلك} أي أفعل بمن عصاني {وأورثناها قومًا آخرين} يعني بني إسرائيل {فما بكت عليهم السماء والأرض} وذلك أن المؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض أربعين صباحًا، وهؤلاء لم يكن يصعد لهم عمل صالح فتبكي السماء على فقده ولا لهم على الأرض عمل صالح فتبكي الأرض عليه.عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «ما من مؤمن إلا وله بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه. فذلك قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، قيل: بكاء السماء حمرة أطرافها، وقال مجاهد: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحًا فقيل: أوتبكي، فقال: وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل وقيل المراد أهل السماء وأهل الأرض {وما كانوا منظرين} أي لم يمهلوا حين أخذهم العذاب لتوبة ولا لغيرها قوله: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين} أي من قتل الأبناء واستحياء النساء والتعب في العمل {من فرعون إنه كان عاليًا} أي جبارًا {من المسرفين ولقد اخترناهم على علم} أي علمه الله تعالى فيهم {على العالمين} أي عالمي زمانهم {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} أي نعمة بينة من فلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى والنعم التي أنعمنا بها عليهم وقيل ابتلاؤهم بالرخاء والشدة {إن هؤلاء} يعني مشركي مكة {ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى} أي لا موتة لنا إلا هذه التي نموتها في الدنيا ولا بعث بعدها وهو قوله: {وما نحن بمنشرين} أي بمبعوثين بعد موتتنا هذه {فأتوا بآبائنا} أي الذين ماتوا قبل {إن كنتم صادقين} أي إنا نبعث أحياء بعد الموت قيل طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحيي لهم قصي بن كلاب ثم خوفهم مثل عذاب الأمم الخالية فقال تعالى: {أهم خير أم قوم تبع} أم ليسوا خيرًا من قوم تبع يعني في الشدة والقوة والكثرة قيل هو تبع الحميري وكان من ملوك اليمن سمي تبعًا لكثرة أتباعه وقيل كل واحد من ملوك اليمن يسمى تبعًا لأنه يتبع صاحبه الذي قبله كما يسمى في الإسلام خليفة وكان تبع هذا يعبد النار فأسلم ودعا قومه وهم حمير إلى الإسلام فكذبوه.عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تسبوا تبعًا فإنه كان قد أسلم».أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أدري أكان تبع نبيًا أو غير نبي» وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت «لا تسبوا تبعًا فإنه كان رجلًا صالحًا» وكان من قصته على ما ذكر محمد بن إسحاق وغيره، وذكر عكرمة عن ابن عباس قالوا: كان تبع الآخر وهو أبوكرب أسعد بن مليك وكان سار بالجيوش نحوالمشرق حتى حير الحيرة وبنى سمرقند ورجع من قبل المشرق فجعل طريقه على المدينة وقد كان حين مر بها خلف بين أظهرهم ابنًا له فقتل غيلة فقدمها وهو مجمع على خرابها واستئصال أهلها، فجمع له هذا الحي من الأنصار حين سمعوا بذلك من أمره فخرجوا لقتاله فكان الأنصار يقاتلونه بالنهار ويقرونه بالليل، فأعجبه ذلك وقال: إن هؤلاء لكرام فبينا هو كذلك إذ جاءه حبران عالمان من أحبار بني قريظة وكانا ابني عم اسم أحدهما كعب والآخر أسد حين سمعا ما يريد من إهلاك المدينة وأهلها فقالا له: أيها الملك لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينه ولم نأمن عليك عاجل العقوبة فإن هذه المدينة مهاجر نبي يخرج من هذا الحي من قريش اسمه محمد مو لده بمكة وهذه دار هجرته ومنزلك الذي أنت فيه يكون به من القتل والجراح أمر كبير في أصحابه وفي عدوهم، قال تبع ومن يقاتله وهو نبي قالا يسير إليه قومه فيقتتلون ها هنا فتناهى لقولهما عما كان يريد بالمدينة ثم إنهما دعواه إلى دينهما فأجابهما واتبعهما على دينهما وأكرمهما وانصرف عن المدينة، وخرج بهما ونفر من اليهود عامدين إلى اليمن فأتاه في الطريق نفر من هذيل وقالوا له إنا ندلك على بيت فيه كنز من لؤلؤ وزبرجد وفضة قال أي بيت هذا قالوا بيت بمكة وإنما أراد هذيل هلاكه لأنهم عرفوا أنه لم يرده أحد بسوء إلا هلك فذكر الملك ذلك للأحبار، فقالوا: ما نعلم لله في الأرض بيتًا غير هذا البيت الذي بمكة فاتخذه مسجدًّا وانسك عنده وانحر واحلق رأسك وما أراد القوم إلا هلاكك.وما ناوأه أحد قط إلا هلك فأكرمه واصنع عنده ما يصنعه أهله فلما قالوا له ذلك أخذ أولئك النفر من هذيل فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ثم صلبهم فلما قدم مكة شرفها الله تعالى نزل بالشعب شعب البطائح وكسا البيت الوصائل وهي برود تصنع باليمن وهو أول من كسا البيت ونحر بالشعب ستة الاف بدنة وأقام به ستة أيام وطاف به وحلق وانصرف، فلما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك وقالوا له لا تدخلها علينا وأنت قد فارقت ديننا فدعاهم إلى دينه وقال: إنه دين خير من دينكم قالوا فحاكمنا إلى النار.{وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق} أي بالعدل وهو الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية {و لكن أكثرهم لا يعلمون} قوله: {إن يوم الفصل} أي الذي يفصل الله فيه بين العباد {ميقاتهم أجمعين} أي يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئًا} أي لا ينفع قريب قريبه ولا يدفع عنه شيئًا {و لا هم ينصرون} أي يمنعون من عذاب الله {إلا من رحم الله} يعني المؤمنين فإنه يشفع بعضهم لبعض {إنه هو العزيز} أي في انتقامه من أعدائه {الرحيم} أي بأوليائه المؤمنين، قوله تعالى: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} أي ذي الإثم وهو أبو جهل {كالمهل} أي كدردي الزيت الأسود {يغلي في البطون} أي في بطون الكفار {كغلي الحميم} يعني كالماء الحار إذا اشتد غليانه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم «في قوله كالمهل؛ قال كعكر الزيت فإذا قرب إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه» أخرجه الترمذي وقال لا نعرفه إلا من حديث رشدين سعد وقد تكلم فيه من قبل حفظه.عن ابن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوأن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
|